تتحدث رواية دون كيشوت لـ “ميغيل دي سيرفانتس” عن رجل يُفتَنُ بحكايات الفرسان إلى درجةٍ تجعله يقرر أن يصبح واحداً منهم. أبطال الرواية هما الفارس المثالي الساذج دون كيشوت ومرافقه المخلص الواقعي سانشو بانزا. تعرض لدون كيشوت في الرواية عوارض عديدة ويقع في عثرات كثيرة أثناء ترحاله في الريف الاسباني باحثاً عن الخطأ ليصوبه وعن المسحوقين ليرفعهم وتتشابك في القصة المشاكل الاجتماعية في المجتمع الاسباني آنذاك والعادات والتاريخ والسياسة لتجعل من الرواية كبسولة زمن مثالية تنقلنا إلى فترة في تاريخ اسبانيا.
نشرت الرواية في بداية القرن السابع عشر، ولا توجد بالطبع طريقة دقيقة لاحتساب المبيعات منذ ذلك الوقت، ولكن التقدير السائد يضع عدد النسخ التي بيعت منذ صدورها في حدود ٥٠٠ مليون نسخة وهذا الرقم يتجاوز مبيعات أي كتاب آخر غير ديني أو سياسي. والرواية من التراث الأدبي العالمي، أسرت أجيالاً من القراء ومنها اشتقت عبارة “مصارعة طواحين الهواء” للإشارة إلى المساعي النبيلة المهدورة والتي لا طائل منها.
وفي عام ٢٠٠٢، اجتمع حوالي ١٠٠ كاتب معروف من ٥٤ دولة ليختاروا أفضل كتاب في التاريخ في استفتاء نظمه المحررون في نوادي الكتب النرويجية في أوسلو، ووقع اختيارهم على قصة دون كيشوت.